للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلَى حِينٍ (٢٤)} [٢٤] تام، ومثله «تخرجون».

{وَرِيشًا} [٢٦] كاف، على قراءة: «ولباسُ التقوى» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبها قرأ حمزة، وعاصم، وابن كثير، وأبو عمرو (١)، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفًا على «لباسًا»، أي: أنزلنا لباسًا، وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي (٢).

{ذَلِكَ خَيْرٌ} [٢٦] كاف، على القراءتين (٣)، أي: لباس التقوى خير من الثياب؛ لأنَّ الفاجر -وإن لبس الثياب الفاخرة- فهو دنس، وقيل: لباس التقوى الحياء.

{مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ} [٢٦] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده حرف ترجٍ، وهو لا يبدأ به.

{يَذَّكَّرُونَ (٢٦)} [٢٦] تام.

{مِنَ الْجَنَّةِ} [٢٧] ليس بوقف؛ لأنَّ «ينزع» حال من الضمير في «أخرج»، أو «من أبويكم»؛ لأنَّ الجملة فيها ضمير «الشيطان»، وضمير الأبوين ونسبة النزع والإرادة إلى الشيطان؛ لتسببه في ذلك.

{سَوْآَتِهِمَا} [٢٧] كاف، وقال أبو حاتم: تام؛ للابتداء بعده بـ «إنَّه»، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمران «أنه» بفتح الهمزة (٤)، والتقدير؛ لأنَّه {مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [٢٧] تام.

{لَا يُؤْمِنُونَ (٢٧)} [٢٧] كاف.

{أَمَرَنَا بِهَا} [٢٨] حسن، وجه حسنه إنَّه فاصل بين الاعتقادين؛ إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقًا؛ لحصول العلم، وقولهم: «والله أمرنا بها» افتراء عليه تعالى؛ إذ كل كائن مراد لله تعالى، وإن لم يكن مرضيًّا له ولا آمرًا به، وما ليس بكائن ليس بمراد له تعالى؛ إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم، كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس، ووزيريه: أبوي جهل ولهب؛ إذ هم مكلفون بالإيمان نظرًا للحالة الراهنة؛ لقدرتهم ظاهرًا، وإن كانوا عاجزين عنه باطنًا؛ لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون؛ إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا كان وجود الإيمان ممتنعًا -فلا تتعلق الإرادة به؛ لأنَّها تخصيص أحد الشيئين بالفعل، أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد (٥).

{بِالْفَحْشَاءِ} [٢٨] أحسن مما قبله، وقال نافع: تام.


(١) وجه من قرأ بالنصب؛ فذلك عطفا على: {لِبَاسًا}. ووجه من قرأ بالرفع؛ على أنها مبتدأ، و {ذَلِكَ} مبتدأ ثان. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٢٢٣)، الإعراب للنحاس (١/ ٦٠٦)، الإملاء للعكبري (١/ ١٥٧)، البحر المحيط (٤/ ٢٨٣)، التيسير (ص: ١٠٩).
(٢) انظر: المصادر السابقة.
(٣) وهما المشار إليهما سابقًا في «ولباس».
(٤) وهي قراءة شاذة، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها.
(٥) انظر: تفسير الطبري (١٢/ ٣٧٧)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>