للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَهْتَدُونَ (١٦)} [١٦] تام.

{كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [١٧] حسن؛ للاستفهام بعده، وجيء بـ «من» في الثاني؛ لاعتقاد الكفار أنَّ لها تأثير، فعوملت معاملة أولي العلم، كقوله:

بكيتُ على سربِ القَطَا إِذ مَرَرْن بي ... فقلتُ ومِثْلي بالبكاءِ جديرُ

أَسِربُ القَطا هلْ مَنْ يعيرُ جَناحه ... لعلِّي إلى مَنْ قَدْ هويتُ أطيرُ (١)

فأوقع على السرب (مَن) لما عاملها معاملة العقلاء.

{تَذَكَّرُونَ (١٧)} [١٧] كاف، ومثله «لا تحصوها».

{رَحِيمٌ (١٨)} [١٨] تام.

{وَمَا تُعْلِنُونَ (١٩)} [١٩] كاف؛ على قراءة عاصم [هو وما بعده] (٢) بالتحتية، وحسن لمن قرأ: «تعلنون» بالفوقية، وما بعده بالتحتية (٣).

{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} [٢٠] جائز.


(١) هما من الطويل، وقائلهما الأحنف بن قيس، من أبيات له يقول في مطلعها:
أَظُنُّ وَما جَرَّبتُ مِثلَكِ أَنَّما ... قُلوبُ نِساءِ العالَمينَ صُخورُ
وكذا رويت عن مجنون ليلى، من قصيدة يقول فيها:
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَةٍ ... أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعيرُ
وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها ... فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسيرُ
مَجنون لَيلى (? - ٦٨ هـ/? - ٦٨٧ م) قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونًا وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيُرى حينًا في الشام وحينًا في نجد وحينًا في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله. والعَبّاسِ بنِ الأَحنَف (? - ١٩٢ هـ/? - ٨٠٧ م) العبّاس بن الأحنف بن الأسود، الحنفي (نسبة إلى بني حنيفة)، اليمامي، أبو الفضل، شاعر غَزِل رقيق، قال فيه البحتري: أغزل الناس، أصله من اليمامة بنجد، وكان أهله في البصرة وبها مات أبوه ونشأ ببغداد وتوفي بها، وقيل بالبصرة، خالف الشعراء في طرقهم فلم يمدح ولم يَهجُ بل كان شعره كله غزلًا وتشبيبًا، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي، قال في البداية والنهاية: أصله من عرب خراسان ومنشأه ببغداد.-الموسوعة الشعرية
(٢) ويقصد بـ (هو) أي: لفظ: «تعلنون» المذكور في المتن أعلي، وأما قوله: (وما بعده) فهو خطأ لأن اللفظة المشار إليها جاءت قبل ذلك؛ أي: قبل «تعلنون»، وهي: «تسرون»، فإنه يقصد بذلك الإشارة إلي القراءة في قوله تعالى: {مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}، أن عاصم قرأهما بالياء وذلك في غير المتواتر. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٥/ ٤٨٢)، الحجة لابن خالويه (ص: ٢١٠)، السبعة (ص: ٣٧١)، تفسير الرازي (٢٠/ ١٥).
(٣) وهي قراءة شاذة أيضًا، ولم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>