للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأول من نقطه: أبو الأسود الدؤلي (١) بأمر عبد الملك بن مروان (٢).

وعدد نقطه: مائة ألف وخمسون ألفًا وإحدى وخمسون نقطة.

وعدد جلالاته: ألفان وستمائة وأربعة وتسعون.

وليس الاختلاف في عدد الحروف اضطرابًا في عدها، بل هو إما باعتبار اللفظ دون الخط؛ لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ، والشارع إنما اعتبر رسمها دون لفظها؛ لقوله في الحديث: «اقرءوا القرآن؛ فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (٣).

وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تعلموا القرآن واتلوه؛ فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف، ولام، وميم ثلاثون حسنة» (٤). أما ترى أن (الم) في الكتابة ثلاثة أحرف، وفي اللفظ تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة تعد حروفها لفظًا على سبيل البسط دون رسمها -لوجب أن يكون لقارئ: (الم) تسعون حسنة؛ إذ هي في اللفظ تسعة


(١) ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني، تابعي، واضع علم النحو، كان معدودًا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب، قيل أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - رسم له شيئًا من أصول النحو، فكتب فيه أبو الأسود، وفي صبح الأعشى: أن أبا الأسود وضع الحركات والتنوين لا غير. سكن البصرة في خلافة عمر - رضي الله عنه -، وولي إمارتها في أيام علي - رضي الله عنه -، ولم يزل في الإمارة إلا أن قتل علي - رضي الله عنه -، وكان قد شهد معه: (صفين) ولما تم الأمر لمعاوية قصده فبالغ معاوية في إكرامه، وهو في أكثر الأقوال أول من نقط المصحف، مات بالبصرة سنة (٦٩هـ).-الموسوعة الشعرية
(٢) عبد الملك بن مروان عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو الوليد: من أعاظم الخلفاء ودهاتهم، نشأ في المدينة، فقيها واسع العلم، متعبدا، ناسكا، وشهد يوم الدار مع أبيه، واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن (١٦ سنة)، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه (سنة ٦٥ هـ) فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة، فكان جبارا على معانديه، قوي الهيبة، واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبد الله ابني الزبير في حربهما مع الحجاج الثقفي، ونقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العر بية، وضبطت الحروف بالنقط والحركات، وهو أول من صك الدنانير في الإسلام، وأول من نقش بالعربية على الدارهم، وكان عمر بن الخطاب قد صك الدراهم، وكان يقال: معاوية للحلم، وعبد الملك للحزم، ومن كلام الشعبي: ما ذاكرت أحدا إلا وجدت لي الفضل عليه، إلا عبد الملك، فما ذاكرته حديثا ولا شعرا إلا زادني فيه، توفي في دمشق سنة (٨٦ هـ). انظر: الأعلام للزركلي (٤/ ١٦٥).
(٣) الدر المنثور للسيوطي (١/ ٢٢)، وروي بروايات عدة منها: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». رواه الترمذي رقم (٢٩١٠)، الطبراني في الكبير (٩/ ١٣٩، ١٤٠)، رقم (٨٦٤٦، ٨٦٤٩). وعن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا القرآن فإن بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: (الم) ولكن ألف عشر ولام عشر، وميم عشر»، المصنف لابن أبي شيبة (١٠/ ٤٦١)، رقم (٩٩٨١). وغيرهما من الروايات.
(٤) الدر المنثور للسيوطي (١/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>