للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضه ببعض، والكلام في «غرورًا» كالكلام في «شديدًا»؛ لأنَّ بعده «إذ».

{فَارْجِعُوا} [١٣] حسن، ومثله: «إنَّ بيوتنا عورة» فصلًا بين كلام المنافقين، وكلام الله تكذيبًا لهم.

{وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} [١٣] كاف، ومثله: «إلَّا فرارًا».

{لَآَتَوْهَا} [١٤] حسن، وقيل: ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وما تلبسوا» مع ما قبله جواب «لو»، أي: لآتوا الحرب مسرعين غير لابثين، قرأ نافع وابن كثير بالقصر، والباقون: بالمدّ (١).

{إِلَّا يَسِيرًا (١٤)} [١٤] تام.

{الْأَدْبَارَ} [١٥] كاف.

{مَسْئُولًا (١٥)} [١٥] تام.

{الْفِرَارُ} [١٦] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إن فررتم» شرط قد قام ما قبله مقام جوابه: أعلم الله من فرّا فراره لا ينجيه من الموت، كما لم ينج القوم من الموت فرارهم من ديارهم، ومثل: ذلك يقال في قوله: «أو القتل»؛ لأنَّ ما بعده قد دخل فيه ما قبله؛ لأنَّ وإذا عطف على ما قبله، ومن استحسن الوقف عليه رأى أنَّ ما بعده مستأنف، وأنَّ جواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن فررتم من الموت، أو القتل لا ينفعكم الفرار؛ لأنَّ مجيء الأجل لابد منه.

{إِلَّا قَلِيلًا (١٦)} [١٦] كاف، ومثله: «رحمة».

{وَلَا نَصِيرًا (١٧)} [١٧] تام.

{هَلُمَّ إِلَيْنَا} [١٨] جائز.

{إِلَّا قَلِيلًا (١٨)} [١٨] كاف؛ إن نصبت «أشحة» على الذم بفعل مضمر، تقديره: أعني أشحة، كقول نابغة بني ذبيان:

لَعَمري وَما عُمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ ... لَقَد نَطَقَت بُطلًا عَلَيَّ الأَقارِعُ

أَقارِعُ عَوفٍ لا أُحاوِلُ غَيرَها ... وُجوهُ قُرودٍ تَبتَغي مَن تُجادِعُ (٢)


(١) وجه من قرأ بغير مد؛ أنه من الإتيان المتعدي لواحد، بمعنى: جاءوها. وقرأ الباقون: بالمد من الإيتاء المتعدي لاثنين، بمعنى: أعطوها. انظر هذه القراءة في: الحجة لابن خالويه (ص: ٢٨٩)، السبعة (ص: ٥٢٠)، الكشاف (٣/ ٢٥٤).
(٢) البيتان من الطويل، وقائلهما النابغة الذبياني، وهو ما قصده المصنف بقوله: بنابغة بني ذبيان، وهما جاء في قصيدة يقول في مطلعها:
عَفا ذو حُسًا مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ ... فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ
- الموسوعة الشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>