للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَعلَمُ عِلمًا لَيسَ بِالظَنِّ أَنَّهُ ... إِذا ذَلَّ مَولى المَرءِ فَهوَ ذَليلُ

وَإِنَّ لِسانَ المَرءِ ما لَم تَكُن لَهُ ... حَصاةٌ عَلى عَوراتِهِ لَدَليلُ (١)

ففتح «أن» وفي خبرها اللام لإيقاع العلم عليها، ويجوز أن يكون قد ابتدأ في البيت الثاني، وأضمر لام تعليل قبل «أن» فقال: «خبير» وأسقط اللام عمدًا، وهذا إن صح كفر ولا يقال أنها قراءة ثابتة كما نقل عن أبي السمَّال العدوي (٢) فإن كان ناقلًا لها فلا يكفر؛ لأنَّ الأمة أجمعت على أنَّ من زاد حرفًا في القرآن أو نقصه عمدًا فهو كافر. اهـ الثعالبي


(١) البيتان من بحر الطويل، وقائلهما طَرَفَة بن العَبد، من قصيدة يقول في مطلعها:
لِهِندٍ بِحِزّانِ الشَريفِ طُلولُ ... تَلوحُ وَأَدنى عَهدِهِنَّ مُحيلُ
طَرَفَة بن العَبد (٨٦ - ٦٠ ق. هـ/٥٣٩ - ٥٦٤ م) طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاءًا غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد، اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابًا.-الموسوعة الشعرية.
(٢) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٨/ ٥٠٥)، تفسير القرطبي (٢٠/ ١٦٣)، الكشاف (٤/ ٢٧٩)، تفسير الرازي (٣٢/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>