للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أنه كان في خُلُقِه ضيق , فلما حملت عليه أثقال النبوة ضاق ذرعه بها ولم يصبر لها , وكذلك قال الله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل} [الأحقاف: ٣٥] قاله وهب. الثاني: أنه كان من عادة قومه أن من كذب قتلوه , ولم يجربواْ عليه كذباً , فلما أخبرهم أن العذاب يحل بهم ورفعه الله عنهم , قال لا أرجع إليهم كذّاباً , وخاف أن يقتلوه فخرج هارباً. {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} فيه أربعة تأويلات: أحدها: فظن أن لن نضيق طرقه , ومنه قوله: {وَمَن قَدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: ٧] أي ضيق عليه , قاله ابن عباس. الثاني: فظن أن لن نعاقبه بما صنع , قاله قتادة , ومجاهد. الثالث: فظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا , حكاه ابن شجرة , قال الفراء: معناه لن نُقِدرَ عليه من العقوبة ما قَدَّرْنَا , مأخوذ من القدر , وهو الحكم دون القدرة , وقرأ ابن عباس: نقدّر بالتشديد , وهو معنى ما ذكره الفراء , ولا يجوز أن يكون محمولاً على العجز عن القدرة عليه لأنه كفر. الرابع: أنه على معنى استفهام , تقديره: أفظن أن لن نقدر عليه , فحذف ألف الاستفهام إيجازاً , قاله سليمان بن المعتمر. {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} فيه قولان: أحدهما: أنها ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة جوف الحوت , قاله ابن عباس , وقتادة. الثاني: وقتادة. الثاني: أنها ظلمة الحوت في بطن الحوت , قاله سالم بن أبي الجعد. ويحتمل ثالثاً: أنها ظلمة الخطيئة , وظلمة الشدة , وظلمة الوحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>