للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اختلاف اللهجات العربية]

اللهجة فى الاصطلاح العلمى الحديث هى مجموعة من الصفات اللّغوية التى تنتمى إلى بيئة خاصة، ويشترك فى هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة، وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات، لكل منها خصائصها، ولكنها تشترك جميعا فى مجموعة من الظواهر اللّغوية.

وتلك البيئة الشاملة التى تتألف من عدة لهجات هى التى اصطلح على تسميتها باللّغة، فالعلاقة بين اللّغة واللهجة هى العلاقة بين العام والخاص، فاللّغة تشتمل على عدة لهجات، لكل منها ما يميزها، وجميع هذه اللهجات تشترك فى مجموعة من الصفات اللّغوية التى تؤلّف لغة مستقلة عن غيرها من اللّغات.

ويعبّر القدماء عما نسميه الآن باللهجة بكلمة «اللّغة» كثيرا، فيشير أصحاب المعاجم إلى لغة تميم ولغة طيئ ولغة هذيل، وهم يريدون بذلك ما نعنيه نحن الآن بكلمة «اللهجة» وقد يعبّرون بكلمة «اللّسان» وهو التعبير القرآنى:

وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ «١».

والفرق بين لهجة وأخرى هو بعض الاختلاف الصوتى فى غالب الأحيان، فيروى لنا مثلا أن قبيلة تميم كانوا يقولون فى «فزت» «فزد»، كما يروى أن «الأجلح» وهو الأصلع، ينطق بها «الأجله» عند بني سعد.

وتشترك لهجات اللّغة الواحدة في الكثرة الغالبة من الكلمات ومعانيها «٢».

واللّغة العربية هى لغة جزيرة العرب، ولكن القبائل العربية المتعددة كان لكل قبيلة منها منازلها، ولها كيانها المستقل الذى يعزلها عن غيرها بما لها من


(١) إبراهيم: ٤
(٢) انظر كتاب «في اللهجات العربية» للدكتور إبراهيم أنيس، الطبعة الخامسة ص ١٦ - ١٨

<<  <   >  >>