للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلى هذا ذهب أبو عبيد «١» وثعلب «٢» والزهرى «٣» وآخرون، واختاره ابن عطية «٤» وصحّحه البيهقى فى الشعب.

قال أبو عبيد فى كتاب «غريب الحديث»: «قوله: سبعة أحرف يعنى سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون فى الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللّغات السبع متفرقة فى القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللّغات، ومعانيها فى هذا كله واحدة» «٥».

وقال فى كتاب «فضائل القرآن»: «وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، هذا شىء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل على سبع لغات متفرقة فى جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثانى بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى سبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بيّن فى أحاديث تترى».


(١) أبو عبيد القاسم بن سلام الهروى الخراساني البغدادى، من كبار العلماء بالقراءات والحديث والفقه والعربية والأخبار (ت ٢٢٤ هـ) من مصنفاته: الأموال، وغريب الحديث، وفضائل القرآن (وفيات الأعيان، لابن خلكان- تحقيق إحسان عباس ٤/ ٦٠ - دار الثقافة- بيروت).
(٢) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، أبو العباس النحوى الشيبانى بالولاء المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللّغة (ت ٢٩١ هـ)، من تصانيفه: مجالس ثعلب، ومعانى القرآن، وإعراب القرآن (انباه الرواة على انباه النحاة للقفطى- تحقيق محمد أبو الفضل، ط. دار الفكر ومؤسسة الثقافة).
(٣) محمد بن مسلم الزهرى من بنى زهرة من قريش أول من دون الحديث، تابعى من أهل المدينة- ت ١٢٤ هـ (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٤٥).
(٤) عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسى، من أهل غرناطة، مفسّر فقيه، من كتبه: المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز- ت ٥٤٢ هـ، (بغية الوعاة للسيوطى ص ٢٩٥).
(٥) المرشد الوجيز ص ٩١ - والإتقان ١/ ٤٧

<<  <   >  >>