للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(د) وقيل: إن اللّغات السبع ترجع إلى كعبين: كعب بن قريش، وكعب ابن خزاعة لتجاورهما فى المنزل.

قال أبو عبيد: وكذلك يحدّثون عن سعيد بن أبى عروبة «١»، عن قتادة «٢»، عمن سمع ابن عباس يقول: أنزل القرآن بلغة الكعبين: كعب بن قريش، وكعب ابن خزاعة، قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.

قال أبو عبيد: يعنى أن خزاعة جيران قريش، فأخذوا بلغتهم.

وقال أبو شامة: والكعبان: كعب بن لؤى من قريش، وكعب بن عمرو من خزاعة.

[وجه تخصيص لغات تلك القبائل]

وقد أوضح ابن عطية وجه تخصيص لغات تلك القبائل فقال: «فأصل ذلك وقاعدته قريش، ثم بنو سعد بن بكر، لأن النبى عليه السلام قرشى، واسترضع فى بنى سعد، ونشأ فيهم، ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط فى اللّسان كنانة، وهذيلا، وثقيفا، وخزاعة، وأسدا، وضبة، وألفافها لقربهم من مكة، وتكرارهم عليها، ثم بعد هذه تميما، وقيسا، ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، فلما بعثه الله تعالى ويسّر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة، وهي التى قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف، وهى اختلافاتها فى العبارات حسبما تقدم .. وهذه الجملة هى التى انتهت إليها


(١) سعيد بن أبى عروبة العدوى، أبو النضر البصرى، إمام أهل البصرة فى زمانه، تغيّر مذهبه بآخر عمره، ورمى بالقدر- له مؤلفات، توفى سنة ١٥٦ هـ على خلاف (تهذيب التهذيب ٤/ ٦٣، ميزان الاعتدال ١/ ٣٨٧).
(٢) قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسى، البصرى الضرير الأكمه، حافظ مفسر عالم بالعربية- ت ١١٨ هـ (غاية النهاية ٢/ ٢٥، تهذيب التهذيب ٨/ ٣٥١).

<<  <   >  >>