للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو بكر بن العربى شيخ السهيلى «١». فى كتاب «شرح الموطأ»: «لم تتعين هذه السبعة بنص من النبى صلّى الله عليه وسلم، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: اللّغات سبع، والسموات سبع، والأرضون سبع- وعدّد السبعات- وكان معناه أنه نزل بلغة العرب كلها» «٢».

ومال إلى هذا الرأى كذلك جمال الدين القاسمى «٣» فى مقدمة تفسيره «محاسن التأويل» وعزاه إلى السيوطى فى «الإتقان» بما يوهم اعتماده إذ يقول: «ليس المراد

بالسبع حقيقة العدد المعلوم، بل كثرة الأوجه التى تقرأ بها الكلمة على سبيل التيسير والتسهيل والسعة .. كذا فى الإتقان، والأظهر ما ذكرنا من إرادة الكثرة من السبعة لا التحديد، فيشمل ما ذكره ابن قتيبة وغيره ... » «٤».

وإليه ذهب مصطفى صادق الرافعى «٥» فقال: «والذى عندنا فى معنى الحديث: أن المراد بالأحرف اللّغات التى تختلف بها لهجات العرب، حتى يوسع على كل قوم أن يقرءوه بلحنهم، وما كان العرب يفهمون من معنى الحرف فى الكلام إلا اللّغة، وإنما جعلها سبعة رمزا إلى ما ألفوه من معنى الكمال فى هذا العدد، وخاصة فيما يتعلق بالإلهيات: كالسماوات السبع، والأرضين


(١) عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلى- نسبة الى سهيل من قرى مالقة- حافظ عالم باللّغة والسير، من كتبه «الروض الأنف» و «الإعلام فيما ابهم فى القرآن من الأسماء والأعلام» - ت ٥٨١ هـ (وفيات الأعيان ١/ ٣٥١، وغاية النهاية ١/ ٣٧١).
(٢) المرشد الوجيز ص ٩٧، وانظر الاتقان ١/ ٤٥، والنشر ١/ ٢٦.
(٣) جمال الدين بن محمد سعيد، إمام الشام فى عصره صاحب محاسن التأويل- ت ٣٣٢ هـ (الأعلام ٢/ ١٣١).
(٤) محاسن التأويل ١/ ٢٨٧.
(٥) مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد الرافعى المصرى، أديب شاعر من كبار الكتّاب، له «ديوان شعر» و «تاريخ آداب العرب» و «إعجاز القرآن» وغير ذلك- ت ١٣٥٦ هـ (الأعلام ٨/ ١٣٧).

<<  <   >  >>