للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخوف من القتل، فقد ظن أنه مُختبر بما وقع له، فاستغفر ربه، وخر راكعًا منيبًا إلى الله، راجعًا إليه.

ولا يمكن أن تتضمن القصة التى ذكرت فى القرآن معنى آخر وراء ذلك مما ينتقص من قدر نبىّ عظيم.

وما ذكر من أن المقصود بالنعجة هى المرأة، وأن داود اغتصب زوجة أحد قواده بحيلة احتالها عليه، فهو من الإسرائيليات المكذوبة، ومن الدخيل الذى يتنافى مع عظمة الرسالة، وكمال النبوة، وشرف الدعوة التى انتدب الله لها خيار خلقه وصفوة عباده.

* سليمان - عليه السلام -:

يقول الله - سبحانه وتعالى - فى سليمان - عليه السلام -:

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ *قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (١).

والابتلاء الذى تعرض له سليمان عليه السلام - وهو المرض الذى جعل منه جسدًا ملقى على الكرسىّ لا يستطيع معه الحركة - كان سببًا فى ضعف نفسه، وضعف مقاومته، فتاب إلى الله من هذا الضعف الذى يعترى البشر عادة، وكان الأجمل به يتجمل بالصبر الجميل.

ويقال إن سليمان كان له ولد فاجر، انتزع ملكه من أبيه، فكان ذهاب ملك سليمان على يد ابنه الفاجر ابتلاء له، ثم ردّ الله ملكه إليه بعد أن سلب منه، فسأل الله عقب ذلك أن يغفر له ما يمكن أن يكون قد حدث من تقصير فى شكر الله، وسأله أن يهبه ملكًا لا ينبغى لأحد من بعده، فاستجاب الله له.


(١) سورة ص - الآية ٣٤، ٣٥.

<<  <   >  >>