للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما قيل غير ذلك فهو محض اختلاق.

ومما يدخل فى هذا النطاق، قول الله عز وجل:

{عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جَاءهُ الأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى*أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى*فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى *وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى*وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى*وَهُوَ يَخْشَى*فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} (١).

فهذا عتب من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حين طمع فى إسلام بعض صناديد قريش فأقبل عليهم يدعوهم إلى الله، وهم ينصتون له، ويقبلون عليه.

وفى هذه الأثناء حضر عبد الله بن أم مكتوم، وأخذ يقاطع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول له: علمنى مما علمك الله، ويكرر ذلك، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يضيق بهذه المقاطعة، ويعبس من الضيق؛ ومع أن الرجل أعمى لا يبصر هذا العبوس، ومع ذلك عاتبه الله فيه ن فكان لما لقيه بعد، يقول له: «أهلاً بمن عاتبنى فيه ربى».

ومن هذا ما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله عز وجل:

{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى *وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} (٢).

تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترجى.

فهذا كذب محض، وافتراء أحقر من أن يناقش، وليس فيه صلة بين هذه الأكذوبة، وبين قول الله عز وجل:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ


(١) سورة عبس - الآية ١ - ١٠.
(٢) سورة النجم - الآية ١٩، ٢٠.

<<  <   >  >>