للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المال، فهو يحثو المال حثوًا، لا يعدّه عدًّا (١)، وأنه يمكث سبع (٢) سنين، ويأتى بعده الدجّال، ثم ينزل عيسى، فيتعاون عيسى مع المهدى على قتله ن ثم يُتوفّى المهدى، ويصلى عليه المسلمون.

هذه هى خلاصة الروايات التى تحدثت عن المهدى، ورويت فى شأنه، وهى فى جملتها لا تخرج عن كونها أخبارًا عن ظهور رجل من المصلحين فى آخر الزمان يرفع لواء الحق، ويعلى كلمة الله، ويُمكّن للإسلام، ويكون طليعة للخير العام الذى يأتى بعده، كما كان يوحنا قبل ولادة عيسى عليه السلام.

على أثر ذلك يخرج الدجال اليهودى، كمظهر من مظاهر الفتنة الكبرى، ليقاوم هذه النهضة الإسلامية، محاولاً فتنة الناس عن دينهم بما أُعطى من علم وبراعة وقوة، فيبطل الله أمره بما يحدثه من آيات أكبر من فتنته بإنزال عيسى عليه السلام ليكون قوة للحق الذى يمثله المهدى حينئذ، ويتعاون كل من عيسى والمهدى ومن ورائهما كتائب الإسلام على قتله، وإحباط أمره.

فإذا قتل الدجال انهزم اليهود الذين يقاتلون معه، وعددهم سبعون ألفًا (٣)، ثم يكشف الله أمرهم، فلا يتوارى منهم يهودى وراء شىء إلا أنطق الله هذا الشىء فقال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودى فتعال اقتله؛ وبهذا يقضى على أكبر فتنة من الفتن التى تحدث فى الأرض؛ ثم يأخذ عيسى عليه السلام فى العمل على محو المسيحية التى ارتكبت كل الحماقات باسمه، والتمكين لدين الحق دين الإسلام، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «فيكون عيسى فى أمتى حكمًا عادلاً، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب (٤) وذبح


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه أبو داود.
(٣) رواه ابن ماجه.
(٤) يكسره إعلانًا بإنهاء المسيحية، كما انتهت على يديه اليهودية.

<<  <   >  >>