للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسك، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.

فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا فرَطُكم على الحوض، من مر علىَّ شرب، ومن شرب لا يظمـ أأبدًا، لَيَرِدَنّ علىَّ أقوام أعرفهم ويعرفوننى، ثم يحال بينى وبينهم، فـ أقول: إنهم منى (١)، فيقال: لا تدرى ما أحدثوا بعدك، فـ أقول: سُحقًا سُحقًا لمن غيَّر بعدى» (٢).

* الصراط:

روا مسلم والترمذى، أن عائشة رضى الله عنها تلت هذه الآية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (٣)، قالت: يا رسول الله، أين يكون الناس؟ قال: «على الصراط»، وهو طريق يوضع على ظهر جهنم، يمر عليه الأولون والآخرون بعد انصرافهم من الموقف، فأهل الجنة يمرون عليه، وهم متجهون إليها، وأهل النار يسقطون فيها.

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً *ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} (٤).

وفى حديث الإمام مسلم، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «يضرب الصراط بين ظهرى جهنم، فـ أكون أنا وأمتى أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوة الرسل يومئذ: اللهم سلم، وفى جهنم كلاليب مثل شوك السّعدان، غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله - عز وجل - تخطف الناس بـ أعمالهم».


(١) أى من أمتى.
(٢) أى بعدًا لمن ارتد عن دينه؛ والحديث رواه البخارى ومسلم.
(٣) سورة إبراهيم - الآية ٤٨.
(٤) سورة مريم - الآية ٧١، ٧٢.

<<  <   >  >>