للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشفع لأهل الكبائر بعد دخولهم النار، فيقبل الله شفاعته فيهم، ويخرجهم منها، وتكون الشفاعة إظهارًا لكرامة الشافع عند الله، وإظهار فضله.

فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل نبى دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتى شفاعة لأمتى فى الآخرة» (١).

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين» (٢).

* التخاطب بين أهل الجنة وأهل النار:

وبعد أن يستقر أهل الجنة فى الجنة، وأهل النار فى النار، يدور بينهم حوار ومناقشة، فيذكر كل واحد ما كان منه من عمل فى الدنيا، وما ناله من جزاء فى الآخرة.

ولا يُقال كيف يتم التخاطب بين الفريقين مع البعد بين الجنة والنار، ومع التفاوت الكبير بينهما، فإن ذلك شأن من شئون الآخرة التى لا اطلاع لنا عليها، ولا علم لنا بها، والله عز وجل سيطوِّر خلق الإنسان ويجعله على صورة أخرى غير الصورة المعهودة، ويعطيه حواس أخرى أقوى من حواسه التى أعطاها إياه فى


(١) رواه البخارى ومسلم، وزاد مسلم: «فهى نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئًا».
(٢) رواه البخارى وأبو داود والترمذى وابن ماجه، وسُمّوا بهذا الاسم ليذكروا ما كانوا فيه من عذاب وما أدركوه من نعيم، فيزدادوا فرحًا وسرورًا.

<<  <   >  >>