للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

وبعد .. فإن سلوك الإنسان وتصرفاته فى الحياة مظهر من مظاهر عقيدته.

فإذا صلحت العقيدة صلح السلوك واستقام، وإذا فسدت فسد واعوج، ومن ثم كانت عقيدة التوحيد والإيمان ضرورة لا يستغنى عنها الإنسان ليستكمل شخصيته ويحقق إنسانيته.

ولقد كانت الدعوة إلى هذه العقيدة أول شىء قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون حجر الزاوية فى بناء الأمة المسلمة، كما كانت أول شىء قام به رسل الله جميعًا، ذلك أن رسوخ هذه العقيدة فى النفس الإنسانية يسمو بها عن الماديات الوضيعة، ويوجهها دائمًا وجهة الخير والنبل، والنزاهة والشرف.

وإذا سيطرت هذه العقيدة، أثمرت الفضائل الإنسانية العليا من الشجاعة والكرم، والسماحة، والطمأنينة، والإيثار، والتضحية.

والتمكين لهذه العقيدة هو الذى يهذب الحياة، ويرقيها، ويصل بها إلى المدنية الحقة، ويبلغها ما تنشده من الخير والتقدم، وما تستهدفه من الحق والعدل فينعم الفرد، وتسعد الجماعة، وتحيا الحياة الطيبة.

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (١).


(١) سورة النحل - الآية ٩٧.

<<  <   >  >>