للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو الفاعل المختار.

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (١).

فهو يخلق ويختار من خلقه ما يشاء؛ لأنه المتصرف المطلق, وما كان لأحد الاختيار معه.

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ

الرَّحِيمُ} (٢).

فهو سبحانه يتصرف فى ملكه كيفما شاء بمقتضى الحكمة والرحمة.

فإذا مس الإنسان ضر, فلا يكشفه إلا الله, وإذا أراد الله خيرًا له, فلا يستطيع أحد رده عنه.

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣).

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٤).

فملك السماوات والأرض له وحده؛ وما يبديه الإنسان ويظهره, أو يخفيه ويكنه - من النوايا والإرادات والعزائم والمقاصد - يحاسبه به الله إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر, وهو يغفر لمن يشاء أن يغفر لهم, وقد بين سبحانه من يشاء لهم الغفران فى قوله:


(١) سورة القصص - الآية ٦٨.
(٢) سورة يونس - الآية ١٠٧.
(٣) سورة فاطر - الآية ٢.
(٤) سورة البقرة - الآية ٢٨٤.

<<  <   >  >>