للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} (١).

فمغفرة الله لمن رجع إلى الله بالتوبة النصوح, وجدّد إيمانه بالله, وعمل العمل الصالح الذى يذهب بالسيئات, وبلغ منزلة الهداية التى يطمئن فيها القلب بالحق واليقين, كما أن عذابه سبحانه ينزل بالعصاة المستحقين له بمقتضى عدله وجزاء كل بعمله.

والإيمان بهذا, جزء من الإيمان بالله, ويتفرع عنه الإيمان بالقدر.

* معنى القدر:

جاء فى القرآن الكريم ذكر القدر مرارًا:

{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} (٢).

{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ} (٣).

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٤).

والذى يؤخذ من مجموع هذه الآيات, أن المقصود بالقدر: هو النظام المحكم الذى وضعه الله لهذا الوجود, والقوانين العامة, والسنن التى ربط الله بها الأسباب بمسبباتها.

وعرفه النووى فقال: «إن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء فى القدم, وعلم سبحانه أنها ستقع فى أوقات معلومة عنده عزوجل وعلى صفات مخصوصة؛ فهى تقع حسب ما قدرها «.


(١) سورة طه - الآية ٨٢.
(٢) سورة الرعد - الآية ٨.
(٣) سورة الحجر - الآية ٢١.
(٤) سورة القمر - الآية ٤٩.

<<  <   >  >>