للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشىء عند مباشرته, أى أن الله يخلق الشبع عند الأكل, ويخلق المعرفة عند الدراسة, وهكذا .. وليس للعبد إلا الكسب, وبه يصح التكليف والثواب والعقاب والمدح والذم.

والذى نراه فى هذه القضية, ونختاره هو ما قرره الإسلام فيما يلى:

* تقرير الإسلام حرية الإرادة:

قرر الإسلام أن الإنسان خلق مزودًا بقوى وملكات واستعدادات, وهذه القوى يمكن أن توجه إلى الخير, كما يمكن أن توجه إلى الشر؛ فهى ليست خيرًا محضًا ولا شرًا محضًا, وإن كانت إرادة الخير فى بعض الناس أقوى, وإرادة الشر فى البعض الآخر أقوى, وبينهما تفاوت لا يعلمه إلا الله .. وفى الحديث الصحيح: «كل مولود يولد على الفطرة».

وفى الحديث أيضًا: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة, خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا .. ».

ويؤيد هذا قول الله عزوجل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (١).

أى أن الله خلق النفس مسوّاة ومُعتدلة قابلة للتقوى والفجور, ومستعدة للخير والشر.

والله سبحانه زود الإنسان بالعقل الذى يميز به بين الحق والباطل فى العقائد, وبين الخير والشر فى الأفعال, وبين الصدق والكذب فى الأقوال.

وأعطاه القدر التى يستطيع بها أن يحق الحق ويبطل الباطل, وأن يأتى الخير ويدع الشر, وأن يقول الصدق ويجانب الكذب, ورسم له منهج الحق


(١) سورة الشمس - الآية ٧، ٨.

<<  <   >  >>