للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ»، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (١)؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا (٢) عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِ عَلَيْه تِلْكَ الْمَقَالَةَ (٣) حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: (هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (٤)) وَأَبَى


(١) أي أتعرض عنها وتتركها؟! وعبد المطلب هو جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو عمه هذا.
(٢) يعرضها (بفتح الياء وكسر الراء) أي كلمة الشهادة.
(٣) يعيدان: بالتثنية، والضمير لأبي جهل وعبد الله بن أبي أمية.
وتلك المقالة هي قولهما (أترغب عن ملة عبد المطلب)؟ وفي رواية مسلم (ويعيد له) بالإفراد وحينئذ فالضمير للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتلك المقالة هى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله).
والمعنى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلح على عمه أن ينطق بكلمة الشهادة، ولذلك كان يعرضها عليه ويعيدها له.
والنووي يقول: وقع في جميع الأصول ويعيد له يعني أبا طالب، وكذا نقله القاضي - رحمه الله - عن جميع الأصول والشيوخ، وقال وفي نسخة: ويعيدان على التثنية لأبي جهل وابن أبي أمية قال القاضي: وهذا أشبه.
وما أثبته أستاذنا الإمام ابن باديس- وهو محقق في هذا الباب- إلا لاعتقاده صوابه. والله أعلم.
(٤) من حسن الأدب أن يروي الإنسان كلام غيره إذا كان قبيحا- فضلا عما إذا كان كفراً- بضمير الغيبة مثل ما ورد هنا.

<<  <   >  >>