للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ (١) إِلَى بَنِي جُذَيْمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلاَمِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا (٢)، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ


= وعبد الله بن عمر: هو ابن سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين - رضي الله عنه - أسلم مع أبيه وهو صغير.
بل روي أنه أول مولود ولد في الإسلام واستصغر يوم أحد، وشهد الخندق وما بعدها وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه رجل صالح.
وقال ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله ابن عمر. وهو من الرواة البارزين توفي سنة ثلاث وسبعين، وقيل أربع وسبعين - رضي الله عنه -.
(١) خالد بن الوليد هو سيف الله المسلول على الكافرين والقائد الذي لم يغلب وهو فاقيء عين الردة وفاتح السواد، وصاحب يوم اليرموك، والذي أبلى في جهاد دولتي الروم والفرس البلاء الحسن. ولا يعرف التاريخ قائداً أعظم منه. أسلم سنة ثمان ومات سنة إحدى وعشرين بحمص.
وهو القائل لما أدركته الوفاة: شهدت مائة زحف أو زهاءهما وما في بدني شبر إلا وفيه طعنة أو ضربة، وها أنا ذا أموت في فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء! وكان ذهاب خالد إلى بني جذيمة بعد فتح مكة وقبل غزوة حنين في ثلاثمائة وخمسين رجلا من أنصار ومهاجرين وغيرهم.
(٢) صبأنا: من صبأ إذا خرج من دين إلى آخر. وكان القريشيون يقولون لكل من أسلم: صبأ.
وبنو جذيمة يريدون بقولهم: صبأنا أسلمنا.
وقد فهم ابن عمر أنهم أرادوا الإسلام حقيقة ولذلك لم يقتل أسيره وأمر أصحابه ألا يقتلوا أسراهم.=

<<  <   >  >>