للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ (١) وَهُوَ أَعْجَبَهُمْ إِلَيَّ (٢)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا (٣)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَوَ مُسْلِمًا (٤)؟ فَسَكَتَ قَلِيلاً ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَوَ مُسْلِمًا؟ فَسَكَتَ قليلاً ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالَكَ عَنْ فُلاَنٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَوَ مُسْلِمًا؟


(١) يعني رجلا من المسلمين وهو جعيل بن سراقة الضميري المهاجري.
(٢) أعجبهم إلي: أحسنهم عندي إيماناً.
(٣) أراه مؤمنا: أعتقد صدق إيمانه وتصديقه، وأرى هنا بفتح الهمزة أي أعلمه كذلك، ولا يجوز ضمها لأن سعداً كان جازماً بصحة إيمان الرجل.
(٤) أو مسلماً: لا يفهم من هذا أن الرجل غير مؤمن بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - من بعد: (وغيره أحب إليّ) بل المراد منه: النهي عن الجزم بإيمان المرء ما دام محل الإيمان هو القلب، ولا يطلع على ما في القلوب إلا علام الغيوب، فالأولى في الحكم بالقطع أن يكون على الظواهر دون السرائر.
فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشير لسعد أن يحكم على ما يظهر له من الرجل فيجزم بإسلامه الظاهر دون إيمانه الخفي الذي لا يعلمه إلا الله.

<<  <   >  >>