للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ (١)، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى الشَّقَاوَةِ؟

فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ: أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَسَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَسَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ (٢)، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٣) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى .. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى .. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (٤)،

- وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ


(١) أي على ما كتب لنا وقدر.
(٢) القدر مغيب عنا والشرع معلوم لنا فيجب الإيمان بالأول والامتثال للثاني، ولا يرتبط الإنسان بالغيب ويدع المعلوم، ولايحتج بالقدر وحده دون الشرع، كأن يعمل محرماً ويقول قدره الله بل فعلته شهوته وامتثل لما سولته له نفسه، وترك الامتثال للشرع فكلامه مردود. وحجته باطلة لأنه لا يعلم قدر الله المغيب عنه متى يحتج به.
(٣) أعطى ما وجب عليه من زكاة وغيرها، واتقى أي امتنع عما نهى عنه كالمحرمات والمكروهات. والحسنى الشهادة. واليسرى هي الجنة، والعسرى هي النار، فمن سار في طريق الخير سهله الله له ووجد خاتمة مطافه الجنة. ومن سار في طريق الشر واستمر فيه وجد خاتمة مطافه جهنم.
(٤) هذه رواية مسلم، أما البخاري فقد رواه بلفظ آخر.

<<  <   >  >>