للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و " أن " ههنا، في تأويل التفسير كأنَّه قيل: وألَنا له الحديد أن أعمل

سابغاتٍ، بمعنى قلنا له: اعمل سابِغَاتٍ، ويكون في معنى لأن

يعمل سابغات. وتصل إن بلفظ الأمر، ومثل هذا من الكلام أَرْسَلَ إليه

أَنْ قُمْ إليَّ، أي قال قم إلى فلانٍ، ويكون بمعنى أرسل إليه بأن يقوم

إلى فلانٍ.

ومعنى " سَابِغَاتٍ " دروع سابغات فذكر الصفة لأنها تدل على

الموصوف، ومعنى السابغ الذي يغطي كل شيء يكون عليه حتى

يَفْضُل.

(وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ).

السَّردُ في اللغة تقدمة شيء إلى شيء تأتي به مُنَسَّقاً بَعْضُه في

إثْر بَعْض مُتَتَابِعاً فمنه سَرَدَ فلان الحدِيثَ، وقيل في التفسير: السَّرْدُ

السَّمْرُ والسَّتْر والخلق وقيل هو أَنْ لاَ يَجْعَل المِسْمَارَ غليظاً والثقبَ

دَقيقاً، ولا يجعلَ المسمارَ دَقِيقاً، والثقبَ واسِعاً فَيتقَلْقَلْ وَيَنْخَلِع

وينقصفُ.

قَدِّرْ في ذلك أي اجْعَلْهُ عَلَى القصد وقدر الحاجة.

والذي جاء في التفسير غَيْرُ خارج عن اللغة لأن السَّمْرَ تقدِيمُكَ

طرف الحلقة إلى طرفها الآخر، وزعم سيبويه أن قول العرب: رجل

سَرَنْدِيٌّ مشتق من السَّردِ، وذلك أن معناه الجريء، قال: والجرِيء

الذي يمضي قُدُماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>