للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَسَروها بينهم. أقبل بعضهم يَلُوم بَعْضاً، ويُعرِّف بعضهم بَعْضاً

الندامَةَ.

* *

(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤)

مُتْرَفُوها أُولو التُّرْفَةِ وهم رؤُساؤها وقادة الشَرِّ وَيَتبعُهُمْ السِّفْلَةُ.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (٣٧)

ولم يقل باللتَين ولا باللذَيْنِ ولا باللاتِي، وكل ذلك جائز، ولكن

الذِي في المصحف التِي، والمعنى وما أَمْوَالكم بالتي تقربكم ولا

أَوْلَادُكم بالذين يُقَرَبُونكم ولكنه حُذِفَ اختصاراً وإيجَازاً.

وقد شرحنا مثل هذا.

وقوله (إلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً).

موضع " مَنْ " نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم.

على معنى ما يُقَربُ إلا مَنْ آمَنَ وَعَمِل صَالحاً، أي ما تُقَربُ الأموالُ إلا

مَنْ آمن وعمل بها في طاعة اللَّه.

(فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا).

الضعف ههنا يحتاج إلى تفسير ولا أَعْلَمُ أَحَداً فَسَّرَهُ تفسيراً بيِّناً.

وجزاء الضعف ههنا عشر حسنات، تأويله فأولئِكَ لهم جَزاءُ الضعْفِ

الذي أَعْلَمْناكم مقدارهُ، وهو قوله: (مَنْ جَاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها)

فيه أوجُهُ في العَرَبيةِ، فالذي قرئ به خفض الضعف بإضَافَةِ الجزاء

إليه، ويجوز (فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ) على معنى فأولئك لهم الضعفُ

<<  <  ج: ص:  >  >>