للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما صَرَفْتَ أساورة لأنك ضَمَمْتَ الهاء إلى أسَاور فصار اسْماً وَاحِداً وصار

الاسم له مِثال في الواحد مثل عَلَانية وعباقية (١).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥)

معنى (آسفونا) أغضبونا.

* * *

(فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (٥٦)

جعلناهم سلَفاً مُتَقَدِّمِينَ ليتَعِظَ بهم الآخرون.

ويُقْرأُ سُلُفاً - بضم السين واللام، ويُقرأُ سُلَفاً - بضم السين وفتح اللام -. فمن قال سُلُفاً - بضمتين - فهو جِمع سَلِيف، أي جميع قد مضى.

ومن قرأ سُلَفاً فهو جمع سُلْفَة أي فرقة قد مَضت.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧)

(يَصِدُّونَ) ويقرأ (يَصُدُّونَ) - بضم الصاد - والكسر أكثر ومعناهما جميعاً يضجُّونَ

ويجوز أن يكون معنى المضمومة يُعْرضُونَ.

وجاء في التفسير أن كُفارَ قريش خاصمت النبى - صلى الله عليه وسلم - فلما قيل لهم:

(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) قالوا قد رضينا أن تكون آلهتُنا

بمنزله عيسى ابن مريم والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون اللَّه.

فهذا معنى ضَرْبِ عيسى المثل.

* * *

وقوله: (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)

(مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا).

أي طلباً للمجادلة لأنهم قد علموا أن المعنى في (حَصَبُ جَهَنَّمَ) ههنا أنه

يعني به الأصنام وهم.


(١) قال السَّمين:
قوله: {أَسْوِرَةٌ}: قرأ حفص «أَسْوِرَة» كأَحْمِرَة. والباقون «أساوِرَة». فأسْوِرَة جمع سِوار كحِمار وأَحْمِرَة، وهو جمعُ قلةٍ، وأساوِرَة جمعُ إسْوار بمعنى سِوار. يقال: سِوارُ المرأة وإسْوارُها، والأصل: أساوير بالياء، فَعُوِّضَ من حرف المدِّ تاءُ التأنيثِ كزَنادقة. وقيل: بل هي جمعُ أَسْوِرة فهي جمعُ الجمعِ. وقرأ أُبَيٌّ والأعمش - ويُرْوى عن أبي عمرو - «أساوِر» دونَ تاءٍ. ورُوِي عن أُبَيّ أيضاً وعبد الله أساْوِير. وقرأ الضحاك «أَلْقَى» مبنياً للفاعلِ أي الله. و «وأساوِرة» نصباً على المفعولية. و «مِنْ ذَهَبٍ» صفةٌ ل أَساورة. ويجوزُ أَنْ تكون «مِنْ» الداخلةَ على التمييز.
اهـ (الدُّرُّ المصُون).

<<  <  ج: ص:  >  >>