للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحج، أفأحج عنه؟ قال: "أرأيت لو كان على أبيك أو أمك دين، أتقضيه" قال: أو قالت: نعم، قال: "فدين (١) الله أحق أن يقضى" فبين (٢) أن كل حق الله في ذمة العبد لا يخرجه عنه إلا فعله، فإن عادوا إلى ذكر الوقت قلنا لهم: قد بينا فساده.

الحديث الثالث: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، حتى غابت الشمس، ملأ الله بيوتهم (٣) وقبورهم نارا" (٤) ثم قضاها بعد غروب الشمس، ولم يكن تركها سهوا، وإنما كان اشتغالا بالحرب والتدبير لها، والاحتراس من غرة المشركين.

الحديث الرابع: روي في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الخندق لأصحابه: "سيروا إلى قريظة ولا يصلين أحد منكم إلا فيها" فساروا ففاجأتهم (٥) العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نبلغها، وقال بعضهم: لم يرد رسول الله هذا منا، وصلوا، فصوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[و ٩٢ أ]، الطائفتين التي صلت والتي أخرت الصلاة عن وقتها متعمدة وقضت، ولو كانت مقصورة الوجوب على الوقت، لا فعل لها إلا فيه لبين لهم ذلك، وأعلمهم أن ما أتوا به بعد خروج الوقت تكلف.

الحديث الخامس: قوله - صلى الله عليه وسلم -، فيما ثبت وصح: "أنه سيكون بعدي أمراء يؤخرون الصلاة عن وقته" (٦)، قال: فنصليها معهم؟ قال: "نعم" ولم يقل: إن الصلاة لا تفعل إلا (٧) في وقت مخصوص.

وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال - وهو الحديث السادس -: "ليس التفريط في النوم، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى دخل (٨) وقت


(١) د: دين.
(٢) د: فتبين.
(٣) ب، ج، ز: قلوبهم.
(٤) رواه البخاري ومسلم وأحمد عن علي.
(٥) ب، ج، ز: ففاتهم.
(٦) د: ميقاتها.
(٧) ب: - إلا.
(٨) د: يدخل.

<<  <   >  >>