للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلا على درجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد انحط عنها أبو بكر وعمر، ولم يحضر بدرا وانهزم [يوم حنين، وفر] (١) يوم أحد، وغاب عن بيعة الرضوان، وولى الوليد بن عقبة (٢) وهو فاسق ليس من أهل الولاية، ولم يقتل عبيد الله بن عمر (٣) بالهرمزان (٤) الذي أعطى السكين لأبي لؤلؤة (٥) وحرضه على عمر حتى قتله (٦).

[عاصمة]

هذا كله باطل سندا ومتنا. أما قولهم: جاء عثمان بمظالم ومناكير فباطل. وأما ضربه لعمار وابن مسعود، ومنعه عطاءه فزور، وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق (٧) أمعاءه ما عاش أبدا. وقد اعتذر عن ذلك العلماء (٨) بوجوه، لا ينبغي أن يشتغل بها، لأنها مبنية على باطل، ولا ينبني حق على باطل، ولا يذهب الزمان في مماشاة الجهال (٩) فإن ذلك لا آخر له.

وأما جمع القرآن فتلك حسنته العظمى، وخصلته الكبرى [و ٩٧ ب]، وإن كان وجدها كاملة، ولكنه أظهرها (١٠)، ورد الناس إليها، وحسم مادة الخلاف فيها، وكان نفوذ وعد الله بحفظ القرآن على يديه، حسبما بيناه في


(١) سقط ما بين قوسين من طبعة محب الدين (ص ٦٢).
(٢) الوليد بن عقبة بن أبي معيط توفي سنة ٦١هـ / ٦٨٠م.
(٣) عبيد الله بن عمر بن الخطاب توفي سنة ٣٧ هـ/ ٦٥٧م (النجوم الزاهرة، ج١ ص١١٢).
(٤) الهرمزان قتل سنة ٢٣ م/ ٦٤٣م.
(٥) أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر، قتل سنة ٢٣ هـ / ٦٤٣م.
(٦) تصرف محب الدين الخطيب فأخر قوله: (وكتب مع عبده على جهله كتابا إلى ابن أبي سرح في قتل من ذكر فيه) وختم به التهم الموجهة إلى عثمان وقال: إنه رتب التهم وأجوبتها على نسق ولكن جميع النسخ جاء النص فيها على النحو الذي أثبتناه (ص ٦٢) وهكذا فعل فيما بعد في ترتيب الرد على التهم فقدم وآخر صفحات بأكملها. مع أن جميع النسخ تخالف ما قام به من الترتيب الذي اعتقد أنه أقرب إلى النص وهو بعيد عنه.
(٧) د: فزور وإفك ولو فتق.
(٨) د: العلماء عن ذلك.
(٩) د: الخبال.
(١٠) ج: آخرها.

<<  <   >  >>