للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يقول: مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة خير من عمل أحدنا جميع عمره وإن طال (١).

وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما لهم ولنا - أسأل الله العافية - وقال: إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتّهمه على الإسلام (٢).

فهذه الأحاديث والآثار وغيرها، تدل على حرمة أعراض الصحابة، ووجوب حفظها، والاعتراف بمكانتهم العظيمة ومنزلتهم الجليلة.

ومن هنا نخلص إلى حكم سبهم وتنقصهم، لكن ينبغي أن يفرق في هذا المقام في حكم السبّ بحسب الأشخاص، ونوع القدح:

فقد يكون السب على جهة العموم، وقد يكون على جهة الخصوص، وقد يكون السب قذفاً وقدحاً، يوجب القول به سقوط عدالة الصحابة، وقد يكون سبا وقدحاً لا يوجب قدحاً في دينهم ولا سقوطاً لعدالتهم، وقد يكون السب له تعلق بالاعتقاد، وقد يكون منشأه الغيظ، وإن كان أصل السب هو الغيظ والحنق على المسبوب، ولذا فيفصل القول في حكم سبهم ونتقصهم حسب المباحث التالية:


(١) الخميس: أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة: ٤٥١ - ٥٥٣
(٢) اللالكائي: مرجع سابق: ٧/ ١٣٢٦

<<  <   >  >>