للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أبو بكر رضي الله عنه (١) ثم أفاض رحمه الله بذكر أوجه التفضيل، وقد تعقبه العلماء، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقل: إنّهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد، ونصوص الكتاب والسنة تبطل هذا القول، وحجته التي احتج بِها فاسدة. ثم قال: وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق ِإليه أحد من السلف (٢).

وأما موضوع المبحث: فقد اختلف العلماء: هل كل فرد من أفراد الصحابة رضي الله عنهم أفضل ممن جاء بعده على الإطلاق، أم لا؟

وتحرير محل النزاع في المسألة هو أن يقال:

إن مجموع الصحابة رضي الله عنهم أفضل من مجموع من بعدهم.

وأن السابقين للإسلام وأهل الفضل منهم من أصحاب بدر والشجرة، أفضل بأفرادهم ممن جاء بعدهم.

يقول الحافظ ابن حجر: والذي يظهر: أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره، أو أنفق شيئاً من ماله بسببه، لا يعدله في الفضل أحد بعده كائناً من كان، وأما من لم يقع له ذلك، فهو محل البحث (٣).

تحرير المسألة: اختلف العلماء فيه في هذه المسألة على قولين:


(١) ابن حزم: الفصل: ٣/ ٣٣
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى:٤/ ٣٩٥
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٨

<<  <   >  >>