للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أمجاد، وعز من أجداد فإنك تقف مشدوهاً أمام تلك الحقبة، وذاك القرن، إذ فيه صنع التاريخ وبدا، وشيد المجد وارتقى.

يا قلم عن أي تاريخ تكتب، وعن أي أمة عظيمة تسطر، يقيني لينتهين مدادك ولن تبلغ ودادك.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع.

هي أمة عاشت الماضي بالحاضر، ومزجت الحاضر بالمستقبل، امتدت رقاعها، وزادت شموسها، ونهل الناس من خيرها وبركتها وبرها.

ألا شاهدت الوجوه، وخرست الألسن، وشلت الأركان، التي تطال تلك النفوس الزكية بالبهتان وتقع في أعراضها بغير حق ولا برهان، كيف سيقف اللسان، أو ينطق البنان حين يسأله الرحيم الرحمن الملك العلام [يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ] النور٢٤ - ٢٥

فرحمة الله على أمة قالت وفعلت ووعدت وأوفت وتحدثت فصدقت: [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً] الأحزاب٢٣

فهم - رضي الله عنهم - أهل السابقة والفضل، أثنى الله تعالى عليهم فقال: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} الجمعة ٢ - ٣. قال الإمام

<<  <   >  >>