للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شيء (١).

وأما ما نحن بصدد الحديث عنه وهو الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم: فقد رويت أحاديث وفتن أصابت قتلة الحسين ومن تهكم به، قال الإمام ابن كثير: وأما ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح، فإنه قلّ من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض، وأكثرهم أصابه الجنون، وللشيعة والرافضة في صفة مقتل الحسين كذب كثير وأخبار باطلة (٢).

أخرج الإمام الترمذي في جامعه عن عمارة بن عمير قال: لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه، نضّدت في المسجد في الرحبة، فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت، قد جاءت: فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (٣).

قوله " نضدت " أي جعل بعضها فوق بعض مرتبة، والرحبة: محلة بالكوفة.


(١) ابن كثير: البداية والنهاية: ٨/ ١٩٠
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية: ٨/ ١٩٠
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين (٣٧٨٩)، الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٤/ ١٦٠

<<  <   >  >>