للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أدارى عن بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم، قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترى من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت. ومعنى زورت: أي هيأت وحسنت. وفي رواية (رويت) من الروية ضد البديهة (١)

ثم قال عمر فيه: وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر. قال الإمام الخطابي: يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير، ثم اجتماع الناس عليه وعدم اختلافهم عليه، لما تحققوا من استحقاقه فلم يحتاجوا في أمره إلى النظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله (٢).

بل إنهم رضي الله عنهم يغمطون من حقوق أنفسهم تجاه أصحابهم، يقول الإمام سعيد بن المسيب، كان بين طلحة وابن عوف تباعد، فمرض طلحة فجاء عبد الرحمن يعوده فقال طلحة: أنت - والله - يا أخي خير مني، قال: لا تفعل يا أخي، قال: بلى - والله - لأنك لو مرضت ما عدتك (٣).

وها هو النبي الأكرم والرسول الأعظم، عليه أفضل الصلاة


(١) ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ١٥٨
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ١٥٥
(٣) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٨

<<  <   >  >>