للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الوقف والابتداء]

[أهمية هذا الباب:]

يعتبر الوقف والابتداء من أهم أبواب علم التجويد التى ينبغى للقارئ أن يهتم بها، ويجب عليه معرفتها، وهو علم جليل إذ بمعرفته نستطيع أن نقف على كيفية أداء القراءة.

ومما يدل على أهمية تعلم هذا العلم أن الإمام عليا رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى:

وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (سورة المزمل آية: ٤) فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وبما ورد عن ابن عمر أنه قال: «لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبى صلّى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها» (١).

قال ابن الجزرى: ففي كلام على رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته، وفى كلام ابن عمر- رضى الله عنهما- برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة- رضى الله عنهم، وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف كأبى جعفر يزيد بن القعقاع إمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم، وأبى عمرو ابن العلاء، ويعقوب الحضرمى، وعاصم بن أبى النجود وغيرهم من الأئمة وكلامهم فى ذلك معروف (٢).

ومن أقوى الأدلة فى هذا الباب ظاهر الحديث الذى رواه أبو داود عن أم سلمة- رضى الله عنها- أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، ثم يقف. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم يقف. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثم يقف (٣). وفى مسند الإمام أحمد، وسنن أبى داود، وصحيح ابن خزيمة، ومستدرك الحاكم، عن أم سلمة، قالت: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقطع قراءته: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» وقال الدارقطنى: صحيح الإسناد (٤).

[تعريف الوقف وأقسامه:]

الوقف فى اللغة: الكف والحبس، يقال:

أوقفت الدابة أى حبستها.


(١) لطائف الإشارات لفنون القراءات ١/ ٢٤٩ طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة سنة ١٣٩٢ هـ ١٩٧٢ م للإمام شهاب الدين القسطلانى تحقيق وتعليق الشيخ/ عامر السيد عثمان، ودكتور عبد الصبور شاهين. ونهاية القول المفيد ص ١٥٢ للشيخ محمد مكى نصر طبعة الحلبى سنة ١٣٤٩ هـ.
(٢) النشر فى القراءات العشر ١/ ٢٢٥ طبعة دار الكتب العلمية بيروت- لبنان.
(٣) الحديث: أخرجه الحاكم فى المستدرك، كتاب التفسير: ٢/ ٢٣٢ وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين.
(٤) الحديث: أخرجه الحاكم أيضا: ٢/ ٢٣١.