للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٣) وهو المعروف بسكت المفصول، ونحو القرآن فى قوله تعالى: الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (أول سورة الرحمن) وهو المعروف بسكت الموصول.

والساكن شبه الصحيح ما كان فيه حرف لين فقط ويشمل المفصول نحو قوله: خَلَوْا إِلى، ويشمل كذلك الموصول قوله:

فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (سورة المائدة أية ٣١).

والساكن حرف «مدّ» نحو قوله: قالُوا آمَنَّا وقوله: يا بَنِي إِسْرائِيلَ وقوله:

لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وهو المعروف بسكت المدّ.

وقد سكت حفص عن عاصم، وكذلك ابن ذكوان عن ابن عامر، وإدريس عن خلف العاشر على الساكن قبل الهمز ما لم يكن حرف مدّ فى أحد الوجهين عنهم عن طريق طيبة النشر. وكذلك سكت حمزة على الساكن قبل الهمز عموما سواء كان الساكن صحيحا أو شبه صحيح أو حرف مدّ من طريق طيبة النشر، وهو المعروف: «بالسكت المطلق».

وقد ورد عن حفص عن عاصم من طريق الشاطبية أنه كان يسكت سكتة لطيفة من غير تنفس بقدر حركتين فى حالة الوصل فى أربعة مواضع فى القرآن بالاتفاق وهى كالآتى:

السكتة الأولى: على الألف المبدلة من التنوين فى لفظ عِوَجاً بأول سورة الكهف حالة الوصل، ثم يقول: قَيِّماً.

وهذا لا يمنع الوقف على عِوَجاً لأنه رأس آية. وإنما السكت حالة وصل عِوَجاً ب قَيِّماً.

السكتة الثانية: على الألف من لفظ مَرْقَدِنا بسورة ياسين، ثم يقول: هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (آية ٥٢)، وهو تام كما ذكره الصفاقسى فى غيث النفع (٧) وعليه فلا سكت عندئذ، وعند عدم الوقف يجب السكت من طريق الشاطبية.

السكتة الثالثة: على النون من لفظ «من» فى قوله تعالى: وَقِيلَ مَنْ راقٍ (سورة القيامة آية: ٢٧)، ويلزم من السكت إظهار النون الساكنة عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام.

السكتة الرابعة: على اللام من لفظ «بل» فى قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين آية: ١٤)، ويلزم من هذا السكت أيضا إظهار اللام عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام.

وسكت حفص فى هذه المواضع الأربعة من النوع الذى يأتى على آخر الكلمة. قال الإمام الشاطبى- رحمه الله تعالى:


(٧) انظر: غيث النفع فى القراءات السبع ص ٣٣٣ لولى الله تعالى سيد على النورى الصفاقسى بهامش شرح الشاطبية لابن الفاصح طبعة الحلبى الثالثة سنة ١٣٧٣ هـ ١٩٥٤ م.