للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس {وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (١)، فالمؤمن المتقي يُيسِّر الله له أموره، ويُيسِّره لليُسرَى، ويجنِّبه العُسْرَى، ويُسهِّل عليه الصعاب، ويجعل له من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وشواهد هذا كثيرة من الكتاب والسنة.

خامساً: الإيمان يثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، قال الله - عز وجل -:

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (٢)، وذلك أنه من خصائص الإيمان أنه يثمر طمأنينة القلب، وراحته، وقناعته بما رزقه الله، وعدم تعلقه بغيره، وهذه هي الحياة الطيّبة، فإن أصل الحياة الطيّبة: راحة القلب وطمأنينته، وعدم تشوّشه مما يتشوّش منه الفاقد للإيمان الصحيح (٣) , والحياة الطيّبة تشمل: الرِّزق الحلال الطيِّب، والقناعة، والسعادة، ولذَّة العبادة في الدنيا، والعمل بالطاعة والانشراح بها (٤).

قال الإمام ابن كثير: ((والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله)) (٥) , قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافاً، وقنَّعه الله بما آتاه)) (٦) , وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يظلم المؤمن حسنةً يُعطى بها في الدنيا، ويُجزى بها في


(١) سورة الطلاق، الآية: ٤.
(٢) سورة النحل، الآية: ٩٧.
(٣) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، للسعدي، ص٦٨.
(٤) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٢/ ٥٦٦.
(٥) المرجع السابق، ٢/ ٥٦٦.
(٦) مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة, ٢/ ٧٣٠، برقم ١٠٥٤.

<<  <   >  >>