للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبادًا يُحيي بِهمُ العباد والبِلادَ وهم أصحاب السنة ومن كان يعقل ما يَدخُلُ جَوفَه من حله كان من حزب الله)) (١).

٦ - أهل السنة خيار الناس ينهون عن البدع وأهلِها، قيل لأبي بكر بن عياش: مَن السنّي؟ قال: ((الذي إذا ذُكِرَتِ الأهواء لم يتعصب لشيء منها)) (٢)، وذكر ابن تيمية رحمه الله: أن أهل السنة هم خيار الأمة ووسطها الذين على الصراط المستقيم: طريق الحق والاعتدال (٣).

٧ - أهل السنة هم الغرباء إذا فسد الناس، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء)) (٤)، وفي رواية عن الإمام أحمد رحمه الله عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قيل: ومن الغرباء؟ قال: ((النُّزَّاع (٥) من القبائل)) (٦)، وفي رواية عند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فقيل: ومن الغرباء يا رسول الله، قال: ((أُنَاسٌ صالحون في أُناسِ سوءٍ كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهُم)) (٧)، وفي رواية من طريق آخر: ((الذين


(١) المرجع السابق، ١/ ٧٢، برقم ٥١، وحلية الأولياء لأبي نعيم، ٨/ ١٠٤.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي ١/ ٧٢، برقم ٥٣.
(٣) انظر: فتاوى ابن تيمية، ٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، برقم ١٤٥.
(٥) النزَّاع: هو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته: أي بَعُدَ وغاب، والمعنى: طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى. النهاية لابن الأثير، ٥/ ٤١.
(٦) أخرجه الدارمي في كتاب الرقاق، باب إن الإسلام بدأ غريباً، برقم ٢٧٥٨، وابن ماجه في كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريباً، برقم ٣٩٨٨، وأحمد في المسند، ١/ ٣٩٧، وأبو يعلى في المسند،
٨/ ٣٨٨، برقم ٤٩٧٥.
(٧) المسند، ٢/ ١٧٧ و٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>