للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسِيرٌ} (١)، وقال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (٢).

المرتبة الثالثة: المشيئة النافذة التي لا يردها شيء، والقدرة التي لا يعجزها شيء، فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٣).

المرتبة الرابعة: الخلق كُلُّهُ لله تعالى، فهو الخالق وكل ما سواه

مخلوق له. لا إله غيره، ولا رب سواه، قال الله تعالى: {الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (٤) (٥)، وقال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله} (٦)، فالله الخالق لكل شيء وقع، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المحسنين، والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد، وهو الحكيم العليم، وقد جمع بعضهم مراتب القدر في بيت واحد قال فيه:

علمُ كتابة مولانا مشيئتهُ ... وخلقه وهو إيجاد وتكوين


(١) سورة الحديد، الآية: ٢٢.
(٢) سورة يس، الآية: ٢٢.
(٣) سورة التكوير، الآية: ٢٩.
(٤) سورة الزمر، الآية: ٦٢.
(٥) انظر: الكواشف الجلية، ص٦٢١.
(٦) سورة فاطر، الآية: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>