للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - العَليُّ، ٦ - الأعلى، ٧ - المتعالِ

قال الله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (١)، وقال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (٢)،وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (٣)،وذلك دالّ على أن جميع معاني العلوّ ثابتة لله من كل وجه.

فله علوّ الذات؛ فإنه فوق المخلوقات، وعلى العرش استوى: أي علا، وارتفع.

وله علوّ القدر: وهو علوّ صفاته وعظمتها، فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (٤).وبذلك يُعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته.

وله علوّ القهر؛ فإنه الواحد القهّار الذي قهر بعزّته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكنْ، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأهُ الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه (٥).


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٢) سورة الأعلى، الآية: ١.
(٣) سورة الرعد، الآية: ١٣.
(٤) سورة طه، الآية: ١١٠.
(٥) الحق الواضح المبين، ص٢٦، وشرح النونية للهراس، ٢/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>