للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا، ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم؛ فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم (١) كما قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (٢)، وقال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (٣).

٢٥ - العفوُّ، ٢٦ - الغفورُ، ٢٧ - الغفَّارُ

قال الله تعالى: {إِنَّ الله لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (٤).

الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده، موصوفاً.

كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه.

وقد وعد بالمغفرة والعفو، لمن أتى بأسبابها، قال تعالى (٥): {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (٦).


(١) شرح النونية للهراس، ٢/ ٨٦.
(٢) سورة فاطر، الآية: ٤٥.
(٣) سورة النحل، الآية: ٦١.
(٤) سورة الحج، الآية: ٦٠.
(٥) تفسير السعدي، ٥/ ٦٢٣. وانظر أيضاً: الحق الواضح المبين، ص٥٦.
(٦) سورة طه، الآية: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>