للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه (١).

٥٥ - الفتَّاحُ

قال الله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (٢).

الفاتح: الحاكم، والفتاح من أبنية المبالغة.

فالفتّاح هو الحكم المحسن الجواد، وفَتْحهُ تعالى قسمان:

القسم الأول: فتحه بحكمه الديني وحكمه الجزائي.

القسم الثاني: الفتاح بحكمه القدري. ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على ألسنة رسله جميعَ ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم.

وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء وأتْباعِهم ونجاتهم، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم. وكذلك فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق حين يوفّى كل عامل ما عمله.

وأما فتحه القدري فهو ما يقدّره على عباده من خير وشر ونفع وضرّ وعطاء ومنع، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣)، فالربّ تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه،


(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ١٦/ ٢٩٣ - ٢٩٦ بتصرف يسير.
(٢) سورة سبأ، الآية: ٢٦.
(٣) سورة فاطر، الآية: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>