للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دبرها ... فقد كفر بما أُنزل على محمد)) (١)، ونظائر ذلك كثيرة.

وهذا النوع لا يُبطل الإسلام ولكن يُنقصه ويُضعفه، ويكون صاحبه على خطر عظيم من غضب الله تعالى وعقابه إذا لم يتب، وهو جنس المعاصي التي يعرف صاحبها أنها معاصي، كالزنا، ولكن لا يستحلّها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذبه ثم أدخله الجنة بإيمانه وعمله الصالح وإن شاء غفر له (٢).

ثالثًا: الفروق بين الكفر الأكبر والأصغر:

١ - الكفر الأكبر يُخرج من الملّة، والأصغر لا يُخرج من الملّة.

٢ - الكفر الأكبر يُحبط جميع الأعمال، والأصغر لا يُحبطها لكنه يُنقصها.

٣ - الكفر الأكبر يُخلّد في النار، والأصغر لا يُخلّد، وهذا إذا دخلها فإن الله قد يعفو عنه.

٤ - الكفر الأكبر يُبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يُبيح الدم والمال.

٥ - الكفر الأكبر يُوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين، ولا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته، ولو كان أقرب قريب، وأما الكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاة مطلقًا، بل صاحبه يُحَبُّ ويُوالَى بقدر ما معه من الإيمان، ويُبغض ويُعادَى بقدر ما فيه من العصيان (٣).


(١) مسند الإمام أحمد، ٢/ ٤٠٨، وصححه الألباني في آداب الزفاف، ص٣١.
(٢) انظر: فتاوى سماحة العلامة ابن باز، ٤/ ٢٠، و٤٥.
(٣) انظر: كتاب التوحيد للعلامة الدكتور صالح الفوزان، ص١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>