للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسوله)) (١).

[المطلب الخامس: أقسام البدع]

البدع أقسام مختلفة باعتبارات مختلفة، وإليك التفصيل بإيجاز واختصار:

[القسم الأول: البدعة الحقيقية والإضافية:]

١ - البدعة الحقيقية: وهي التي لم يدلّ عليها دليل شرعي لا من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا استدلالٍ مُعتبَر عند أهل العلم، لا في الجملة، ولا في التفصيل؛ ولذلك سمّيت بدعة؛ لأنها شيء مُخترع في الدين على غير مثال سابق (٢)، ومن أمثلة ذلك: التقرّب إلى الله - عز وجل - بالرّهبانية: أي اعتزال الخلق في الجبال ونبذ الدنيا ولذّاتها تعبّداً لله - عز وجل -، والذين فعلوا ذلك ابتدعوا عبادة من عند أنفسهم، وألزموا أنفسهم بها (٣)، ومن أمثلة ذلك: تحريم ما أحلّ الله من الطيّبات تعبّداً لله - عز وجل - (٤)، وغير ذلك من الأمثلة (٥).

٢ - البدعة الإضافية: وهي التي لها جهتان أو شائبتان:

إحداهما: لها من الأدلة متعلَّق، فلا تكون من تلك الجهة بدعة.


(١) البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... }،٤/ ١٧١،برقم ٣٤٤٥.
(٢) انظر: الاعتصام للشاطبي، ١/ ٣٦٧.
(٣) انظر: الاعتصام للشاطبي، ١/ ٣٧٠، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٤/ ٣١٦، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص ٧٨٢.
(٤) انظر: الاعتصام للشاطبي، ١/ ٤١٧.
(٥) انظر: المرجع السابق، ١/ ٣٧٠ - ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>