للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تنقضي عجائبه، من عَلِمَ علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراطٍ مستقيم (١).

ولِعظم منزلة الكتاب والسنة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) (٢).

أولاً: مفهوم الاعتصام بالكتاب والسنة:

لا شك أن الاعتصام بالكتاب والسنة هو أساس وأصل النجاة في الدنيا والآخرة. والاعتصام: هو الاستمساك (٣)، قال ابن منظور رحمه الله: ((الاعتصام: الاستمساك بالشيء)) (٤).

فالاعتصام: التمسك بالشيء، ويقال: استعصم: استمسك (٥). قال الله - عز وجل -: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (٦)، والاعتصام بحبل الله، قيل: الاعتصام بعهد الله، وقيل: يعني القرآن؛ لحديث أبي شريح الخزاعي - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قالوا: بلى، قال: ((إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن


(١) انظر: ما روي في سنن الترمذي، برقم ٢٩٠٦.
(٢) مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم ٨٦٧.
(٣) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، ص٥٦٩.
(٤) لسان العرب، ١٢/ ٤٠٤.
(٥) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، ص٥٧٠.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>