للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنعيم الجنان وملذاتها فهم ينغمسون في نعيم هذه الدنيا وملذاتهاً" (١).

أما الباحث توني فإنه يتحدث عن التفكك الذي طرأ على الحياة الغربية نتيجة والإيمان بالمادة وإقصاء الدين عن شئون الحياة، ويبين بوضوح التمييز بين المجتمع الوظيفي الذي يعرف فيه كل فرد مكانه وقيمة عمله لصالح المجموعة، وبين المجتمع المتفكك الذي لا يجد فيه سعادة، لا في عمل مضمون ولا في قيمة شخصية ثابتة، ويوضح أن النجاح في المجتمع المتفكك يقاس بالحصول على الثروة أكثر من المسئولية الشخصية أو أي معيار آخر للقيمة الاجتماعية ويقول: "كانت الثورة الصناعية -برغم أنها كارثة في تأثيراتها كانت القمة المنظورة فقط لأجيال في التغير الأخلاقي الخبيث. ويصف توني التغير الأخلاقي هذا على أنه يحدث خاصة في علاقة -الدين بالتنظيم الاجتماعي في القرن الثامن عشر، لقد تنازل كل من الكنيسة والدولة عن ذلك الجزء في محيطها الذي كان يعمل على إبقاء مجموعة عامة في الأخلاق الاجتماعية" ويقول: "كانت الكنيسة أكثر بعداً عن الحياة اليومية للبشر في الدولة، لقد تكاثر حب الإنسانية، ولكن الدين الذي كان قوة اجتماعية عظمى، صار شيئاً خاصاً فردياً، كضيعة صاحب الأرض أو ملابس الشغل للعامل" (٢).

وكانت النتيجة التي لا مفر منها هي الشقاء والدمار للفرد والمجتمع، هي المعيشة الضنك التي يصلى سعيرها الغرب المادي.


(١) منازع الفكر الحديث: (٢٨٢).
(٢) عن المشاكل الإنسانية للمدنية الصناعية: (١٨٦ - ١٨٧).

<<  <   >  >>