للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{ما لكم كيف تحكمون} (١)

أيضاً:

{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} (٢).

ويطلق على القوة التي هي منشأ القضاء، وحينئذٍ يراد به الفهم. وسيأتيك شواهده (٣).

وأما "الحِكْمَة" فهي اسم للقوة التي منها ينشأ القضاء بالحق. قال تعالى في نعت داود عليه السلام:

{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (٤).

فذكَر الأثر بعد القوة التي هي مصدر ذلك (٥) الأثر.

وكما أن القول الفصل من آثار الحكمة، فكذلك طهارة الخلق وحسن الأدب من آثارها. ولذلك كانت العربُ تطلِق اسمَ الحكمة على قوة جامعة لرَزانةِ العقل والرأي، وشَرافةِ الخلق الناشئة منها. فسَمَّوا الرجلَ العاقلَ المهذبَ "حكيما".

وكذلك يطلقون اسم الحكمة على فصل الخطاب، وهو: القول الحق الواضح (*) عند العقل والقلب (٦).

................................

(*) والآن انظر في نظم قوله تعالى: =


(١) سورة الصافات، الآية: ١٥٤ وسورة القلم، الآية: ٣٦.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٥٠.
(٣) سقطت هاء الضمير في المطبوعة.
(٤) سورة ص، الآية: ٢٠.
(٥) في الأصل: تلك، وهو من سبق القلم. والتصحيح من المطبوعة.
(٦) انظر في تعريف "الحكمة" وأسمائها كتاب حكمة القرآن للمؤلف: ق ٦ و٧.

<<  <   >  >>