للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقبّض استنكاراً واستحياءً. ومن نصب الأذن: إسراع واستنكار.

...

{في صَرَّةٍ} (١) معناه: في تقبّض واستنكار (٢).

(٦٥) الصَّغْو (٣)

في جميع الألسنة، ولا سيما في لغة العرب، ألفاظ خاصّة لأفراد خاصّة، تحت معنى كلّي. والذهولُ عن هذه الخصوصيات مُبعِد عن مهم اللسان، مثلاً "المَيْل" معنى كلّي. ثم تحته: الزَّيغ، والجَور، والارعواءُ، والحِيَادة، والتنحي، والانحراف: كلّها للميل عن الشيء. والفَيء، والتوبة، والالتفات، والصَّغو: كلّها للميل إلى الشيء. فمن خبط بينهما ضَلّ وأضَلّ.

فلا يخفى على العالم بلسان العرب أن قوله تعالى:

{صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٤).

معناه: أنابت قلوبكما، ومالت إلى الله ورسوله، فإن (٥) "الصَّغْو" هو الميل إلى الشيء، لا عن الشيء. ومنه صَاغِيَة الرجل: لأتباعه، وصِغْوه معك: أي ميله. وأصغيتَ إلى فلان: أي مِلت بسمعك نحوه. ومنه الحديث:


(١) سورة الذاريات، الآية: ٢٩. وتمام الآية: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}. وفي المطبوعة قبل الآية: "فقوله تعالى".
(٢) وقال غيره: معناه الضجة والصيحة. انظر المجاز ٢: ٢٢٧، وغريب القتبي: ٤٢١، والطبري ٢٦: ٢٠٩، والكشاف ٤: ٤٠٢، واللسان. وأصل المعنى عند الراغب: الشدّ. أما ابن فارس فجعل المادة أربعة أصول. انظر المقاييس ٣: ٢٨٢.
(٣) تفسير سورة التحريم: ١٧ - ١٩، الفصل الحادي عشر. المطبوعة: ٥٠ - ٥١.
(٤) سورة التحريم، الآية: ٤ {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}.
(٥) العبارة "قوله تعالى .... فإن" لم ترد من المطبوعة.

<<  <   >  >>