للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"يهو" و "ذا"، بل هو كلمة واحدة من مادة "هود".

(٢) والثاني أن بعد السبي نجد اسم اليهود يطلق عليهم واسم اليهودي على لسانهم، كما جاء في سفر عزرا، ونحميا، وأستير، وإشعيا، وإرميا، ودانيال، والإنجيل (١)، حتى اشتهر هذا الاسم. فلو كان الأصل "يهوذا" لسُمُّوا باليهوذي بالذال المعجمة (٢).

(٣) والثالث أن الأسماء المركبة من "يهو" لا بد أن تتضمن كلمة أخرى تدل على وصف يليق وصله بـ "يهو". وكلمة "ذا" ليست مما يليق بأن يُضمَّ بـ "يهو" في تسمية مخلوق، فإن المعنى يكون: هذا الله. وشناعة هذه التسمية ظاهرة.

والقرآن ربما ينبه على خطئهم، كما هو مبسوط في موضعه. فنبّه على أن اسم "يهوذا" الذي انتسبوا إليه أصله من مادة "هود". ومِن حسن إشارة القرآن أنّه نبّه اليهود على معنى اسمهم، ليعلموا أنّهم يلزمهم أن يتوبوا إلى ربهم.


= أما القول الذي نقله المؤلف من أن "يهوذا" مركب من "يهو" أي الرب و "ذا" أي هذا، فلا يستقيم إلاّ إذا زعم قائله أنه اسم آرامي. فإن اسم الإشارة في العبرانية [. . .]، (زِه) بالزاي لا بالذال. وأما استدلال هذا القائل بما ورد في الترجمة العربية من عبارة التكوين "هذه المرة أحمد الربّ" بأن "يهوذا" يشير إلى "هذه المرة" و "يهو"، فأوهن من بيت العنكبوت. فإن الكلمة التي وردت في النص العبراني وترجمت "هذه المرة" هي [. . .] (هَبَّعَم) فلا وجود فيه لاسم الإشارة (زِهْ أو ذا) كما ترى. أما معنى الإشارة فهو مستفاد من هاء التعريف في أول الكلمة كما في "اليوم" و "الآن".
هذا، وقد ذكر المعجم اللاهوتي أكثر من خمسة أقوال في اشتقاق يهوذا ولكن لم يشر إلى هذا القول الذي نقله المؤلف رحمه الله.
(١) في الأصل والمطبوعة: إنجيل.
(٢) في هذا الكلام نظر. فإن الصوتين الدال والذال لهما رمز كتابي واحد في العبرانية [. . .] (والآرامية والسريانية) وينطق دالاً أو ذالاً حسب قواعد (بجدكفت) المعروفة فلا فرق بين يهوذا ويهودي في العبرانية، لا في الكتابة ولا في النطق. وتوجب قواعد "بجدكفت" أن نقرأ [. . .] (يهوذي) مثل [. . .] (يهوذا) بالذال المعجمة. ولا يضرّ ذلك رأيَ المؤلف في أصل الكلمتين.

<<  <   >  >>