للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

...........................


= هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل. قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. قال: قالا: لا ... الحديث. (كتاب فضائل الصحابة، باب قصة البيعة ... انظر الفتح ٥٩:٧) وقد بعث عمر رضي الله عنه حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف رضي الله عنهما إلى أرض السواد ليضربا عليها الخراج وعلى أهلها الجزية. والإطاقة هنا أيضاً تتضمن السعة والسهولة، يدلّ على ذلك قولهما "ما فيها كبير فضل"، ويبين مقدار اليسر قول حذيفة في رواية ابن أبي شيبة "لو شئت لأضعفتُ أرضي" أي جعلتُ خراجها ضعفين، وقول عمر رضي الله عنه -في رواية أخرى له- لعثمان بن حنيف: "لئن زدت على كل رأس درهمين وعلى كل جريب درهماً وقفيزاً من طعام لأطاقوا ذلك؟ " قال: نعم. انظر الفتح ٧: ٦٢.
٨ - في الحديث السابق نفسه جاء في وصية عمر رضي الله عنه للخليفة من بعده: "وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يُوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتَل من ورائهم، ولا يكلّفوا إلاّ طاقتهم".
في هذه الشواهد كفاية، ولكن لا بأس بإيراد شواهد من الشعر أيضاً:
يقول الأعشى من قصيدة في ديوانه: (ط ٧) ١٥٩ يمدح هَوذة بن علي الحنفي.
قد حمّلوه فتيَّ السنِّ ما حملت ... ساداتُهم فأطاقَ الحِملَ واضطلعا
وقال أيضاً يمدح إياسَ بن قَبيصة الطائي من قصيدة في ديوانه (ط ٧) ٢٨٩:
وإذا حُمِّل عبئاً بعضُهم ... فاشتكى الأوصالَ منها وأنحّْ
كان ذا الطاقة بالثقل إذا ... ضنَّ مولى المرء عنه وصَفَحْ
وقال المغيرة بن حَبناء يمدح يزيد بن المهلّب من قصيدة في الأغاني (١٣: ٩٨):
شديدُ القوى من أهل بيتٍ إذا وهَى ... من الدِّين فتقٌ حُمِّلُوا فأطاقوا
الأبيات الثلاثة في المدح، فالإطاقة والطاقة كلتاهما هنا أبعد ما تكون من معنى المشقة والعسر.

<<  <   >  >>