للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمعنى بقي أثرها، ولما كان بقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه فسر الدروس بالانمحاء ثم قال: "وكذا درس الكتاب ودرست العلم: تناولت أثره بالحفظ. ولما كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبر عن إدامة القراءة بالدرس ... ودرس البعير: صار فيه أثر جرب". فكأن أصل المعنى لهذا اللفظ عند الراغب: بقاء الأثر، ومنه تفرعت المعاني الأخرى، ولا يخفى ما فيه من التكلف والبعد.

ومثله ما ذهب إليه ابن فارس إذ جعل أصل المعنى الخفاء والخفض والعفاء، وقال: "ومن الباب درست القرآن وغيره، وذلك أنّ الدارس يتتبع ما كان قرأ، كالسالك للطريق يتتبعه".

وفي الكتاب أمثلة أخرى لتأصيل الكليات التي زعم المستشرقون أنها مأخوذة من أهل الكتاب نحو سفرة، وسبح، والصلاة، والركوع.

[(٦) النشرة الأولى للكتاب]

بقيت مسودة هذا الكتاب الجليل بعد وفاة المؤلف رحمه الله -كغيرها من آثاره- عند أخص أصحابه إلى أن أنشأوا سنة ١٣٥٥ هـ مؤسسة سموها باسم شيخهم "الدائرة الحميدية". وكان من أعظم أهدافها نشر مؤلفات الإمام الفراهي رحمه الله وترجمتها باللغة الأردية. وأسسوا لتحقيق هذا الغرض مطبعة، وأصدروا مجلة شهرية بالأردية سميت "الإصلاح". وذكر الشيخ أمين أحسن الإصلاحي في افتتاحية العدد الأول منها الذي صدر في شهر شوال سنة ١٣٥٤هـ (يناير سنة ١٩٣٦م) أنه سيتولى هو الشؤون الإدارية للدائرة، وتحرير المجلة، وترجمة مؤلفات الإمام بالأردية. أما تصحيح الأصول المسودات وإعدادها للنشر فوكل إلى الشيخ أختر أحسن الإصلاحي. وقام بإدارة المطبعة والإشراف على أعمالها الشيخ عبد الأحد الإصلاحي ومساعده الشيخ عزيز الرحمن الإصلاحي.

وأعلن في افتتاحية عدد جمادى الأولى سنة ١٣٥٨ هـ (يوليو ١٩٣٩م) بأنه سيصدر كتاب الأساليب وأصول التأويل والمفردات في مجموعة واحدة. ومما ورد في الافتتاحية عن كتاب المفردات:

<<  <   >  >>